هل رأيت صور الصين العظيم، أم زرت البتراء في واد الاردن، أم أدهشتك الأهرام في مصر، أم أبهرتك الناطحات للسحاب في المدن..
أما التي زرتها فالشوق لها محببُ، انسياب ألوان لوحتها الفنية الطبيعية تأسر روحك لتُسعدك، وترنوا في خلجات نفسك لتُنعشك، يطيب لك المقام ليسعفك، ينسيك طيب أهلها، وجمال ربوعها، ضجيج العالم، وضغوط النفس.
حين تسمع عنها يبادر ذهنك لرسم لوحة فنية لها عساها تحاكي الواقع، لكن سرعان ما يخيب ظنك بلوحتك، لتجد واقعا جماليا لا يخطر على بال، فعن ماذا أحدثك؟! عن جمال أشجارها التي تداعب بأغصانها قطرات مياهها المناسبة على شواطئها الزرقاء الصافية، أم عن فنون عمارة الأكواخ على سواحلها، أم عن صفاء سماءها وحديث القمر مع زائرها!
ليس اطراء يا سادة ان قلت لكم أن المكوث فيها يعيد لك ترتيب حياتك، ويصالحك مع ذاتك، ويعنش نفسك.
أمنياتك التي رسمتها في صغرك، تجد لها سبيلا لتحقيقها في جزر المالديف، مداعبة الاسماك، وتصوير الاعشاب البحرية، والتحليق بالطائرة المائية، وركوب القوارب البحرية، والدراجات الهوائية، والمائية، والغوص بعمق مائها والتحليق بروح سمائها.
بشاشة الوجه في أهلها، وحُسن استقبال زائريهم، تجعلك واحدا منهم، فبساطة الحياة في المالديف أفضت إلى سعادة الشعب هناك بمعنى الكلمة، تجد الأرجوحة على أبواب المنازل يجلس عليها المُتعب، ويلهو بها الطفل، ويناديك صاحبها قائلا: تشرفنا بك أهلا وسهلا.
تُراثها الممزوج بالفرح، وعبق التاريخ، وألوانه الزاهية التي تبعث للحياة والعيش والسعادة، تترك أثرها على خلجات نفسك.
ما أجمل الشوق لك يا بلاد المالديف، فالشوق لك محببُ.